(( الركض حالة أعيشها دائمًا، في طفولتي كانت طاقة الحياة فيَّ تلح وتفيض فأركض. وفي مراهقتي ركضت خوفًا من جسدي النامي ومن الحرملك المنتظر. ثم بقيت أركض لكي لا أفقد نديتي للرجال من أبناء جيلي، أركض لكي أتعلم، أركض لكي أستقل، وأركض لكي لا يعيدني أهلي إلى حظيرة حبهم ووصايتهم، وأركض لكي لا يزج المجتمع بي في خانة الدونية المعدَّة سلفًا للنساء. وبقيت أركض حتى صار الركض طبيعة ثانية لي. وهكذا منذ وصلت إلى أمريكا وجدت نفسي أيضًا أركض درءًا للغربة؛ ووفاء بالتزامات دراسية متعددة؛ سعيًا لتحصيل سريع يعيدني لمصر))